http://www.elshami.com

parchment
برشمان. بارشمنت

جلد حيوان أعد بطريقة خاصة له استخدامات متعددة. والطريقة العادية لإعداده تتم بغسل الجلد ثم إزالة الفروة أو الشعر ثم كشطه ثم يترك ليجف، وفي بعض الأحيان يحك بحجر الخفاف حتى يصير ناعم الملمس، كما أنه يعالج بالجير، ولذلك فهو يعتبر قلويا، وهذه القلوية تعطيه درجة مناعة ومقاومة ضد الفطريات والعفن. ولكن لونه يتحول إلى الأصفر وذلك بسبب هذه القلوية مع تواجد الحديد بسبب تكون أيدروكسيد الحديديك.
والبرشمان العادي يصنع من جلد الكباش أو النعاج أو الحملان، ولكن جلد النعاج أفضل من الكباش، ويفضل جلد الحملان نظرا لبياضه ورقته. أما البرشمان المصنوع من جلد الحملان الرضيعة فهو يعرف باسم البرشمـان البكر 
 virgin parchment وهـو يشبـه الرق  vellum. كما تصنع الطبول من جلد العجول أو الماعز ولكن يفضل جلد الذئاب. أما البرشمان الذي يستخدم في صناعة الطبول المسماة بالنقاريات فيفضل ما يصنع من جلد الحمير. أما البرشمان الذي يصنع من جلد الخنزير فيستخدم كأغلفة لكتب الطقوس الدينية. وأهم ما يلاحظ عند صناعة البرشمان هو إزالة الشحوم إزالة تامة.
وبالنسبة لأصل البرشمان، فانه يقال بان اختراعه تم عن طريق 
 Eumenes II الذي أراد إنشاء مكتبة في مدينة برجاموم (أو برجاموس أو برجامون) Pergamum, also mon, mus, mos عاصمة المملكة الإغريقية القديمة المسماة بنفس الإسم (برجاموم) عندما كان حاكما لها من سنة 197 حتى حوالي سنة 160 ق.م. حيث كانت تشغل معظم مساحة المنطقة الساحلية في غرب آسيا الصغرى والتي أصبحت مقاطعة رومانية سنة 133 ق. م. أما حاليا فإن مدينة برجاما  Bergama التركية تشغل موقع المدينة القديمة برجاموس. ويقال أن Eumenes II لم يستطع استيراد البردى من مصر نظرا لوجود خلافات بينه وبين مصر في ذلك الوقت فاستعيض عن البردى بهذا الاختراع حوالي سنة 190 ق. م. وأنشئت المكتبة وكانت تحتوي على أعمال مكتوبة من جلد الماعز. وقد وصل رصيد المكتبة إلى  200000   مجلد مكتوب على البرشمان حيث كانت تعتبر المكتبة الثانية بعد مكتبة الإسكندرية. ويقال أن انطونيو أهدى هذه المكتبة إلى كليوباترة في مصر. ولهذا فمن - المحتمل أن يكون اللفظ   parchment قد اشتق من اسم المدينة Pergamum حيث استخدم اللفظ   perchemin في اللغة الإنجليزية في العصور الوسطى، وهو مشتق من الفرنسية القديمة  parche عن اللاتينية المتأخرة pergamina عن اللاتينية     (charta) Pergamenum ،  أي ورق برجاموم. أما الفرس وبعض الشعوب الأسيوية فكانوا يستعملون جلود الحيوانات في كتابة سجلاتهم منذ وقت أقدم منذ ذلك التاريخ. ويذكر الكتاب الإغريق في كتاباتهم اللفائف التي كان يصنعها الفرس والتي كانت تتكون من:  شرائح من الجلد، كما يذكر أيضا أن اليهود أرسلوا نسخة من كتاباتهم المقدسة الى بطليموس Ptolemy مكتوبة على الجلد. ويذكر بليني  Pliny أن شيشرون أعلن أنه شاهد الالياذة بأكملها مكتوبة على الجلد. ولقد أطلق الرومان على البرشمان اسم ورق برجاموم  charta pergamena وقد وصل فن صناعة البرشمان إلى الكمال حتى أنه أصبح مادة لكتابة أهم الكتب، مثل الأسفار التي كانت تكتب على لفائف البردى من قبل  voIumina. ولكن البردى استمر في الاستعمال فترة طويلة بعد ذلك على أساس أن سعره كان منخفضا وبسبب سهولة الحصول عليه. وحتى الزمن الذي عاش فيه بليني (23-79 بعد الميلاد) كان لون البرشمان أصفر متسخ حيث أن عملية التبييض لم تكن معروفة في ذلك الوقت.
وفي العصور المسيحية كان يضاف إليه لون بنفسجي خفيف لإبراز حروف الكتابة الذهبية والفضية. وكان هذا التلوين مخصص للكتب المقدسة، كما استمر هذا الاستخدام حتى العصر الحديث. أما التلوين باللون الأسود فكان يتم بالنسبة لكتب الصلوات. وأقدم المخطوطات المكتوبة على البرشمان يرجع تاريخها إلى القرن الثالث، كما أن أقدم العقود المكتوبة على البرشمان ترجع الى ما قبل نهاية القرن السابع. ومنذ ذلك الوقت حل البرشمان محل البردى في كل مكان. ومن القرن الخامس حتى القرن الخامس عشر كانت جميع المخطوطات تكتب على البرشمان. ومنذ القرن الثامن كتبت جميع المواثيق على البرشمان. ولقد ازدهرت صناعة البرشمان بزيادة استخدامه، وأصبح صناعه يعرفون باسم 
Pergaminari.  ومع زيادة الطلب عليه واستهلاكه أصبح انتاجه لا يكفي حاجة السوق فزادت أسعاره، وللاقتصاد استخدمت الوثائق غير الهامة مرة أخرى كمادة للكتابة وذلك بعد مسح ما عليها من كتابة أو غسلها. وقد أطلق على البرشمان الذي كان يستخدم مرة أخرى اسم الطلس  Palimpsest، وباستخدام بعض المواد الكيماوية أمكن استعادة النصوص الممسوحة وقراءتها بعد حل رموزها. وقد ذكر ازادور السفيلي  Isidor of Seville    أن صناع البرشمان الأوائل كانوا يعرفون كيفية صناعة النوع الأصفر منه ثم اكتشف سر التبييض بعد ذلك في روما ولكنه يذكر أن البرشمان المبيض كان سريع الاتساخ ويتعب البصر عند القراءة، ولم يلق هذا الاكتشاف أي نجاح، وكان هناك ثلاثة أنواع: الأصفر والأبيض والبنفسجي. وفي القرن الثالث عشر كان البرشمان هو المادة الرئيسية للكتابة في مراكز التعليم في أوروبا. وكان يصنع في معظم الأديرة، وفي باريس كان هناك سوق كبير له خلال معرض  Lendit الذي كان يقام في الأسبوع الثاني من شهر يونية في سهل سانت دنيس   Saint Denis، ففي هذا السوق الكبير كان لأعضاء هيئة التدريس في الجامعة والعاملين فيها وكتاب البرشمان الملكيين الاختيار الاول لنصيبهم من البرشمان. ثم يأتي بعد ذلك دور تجار القطاعي. وقد اختلفت صناعة البرشمان، فالصنف الذي كان يصنع منه للمخطوطات حتى القرن العاشر كانت له درجة لمعان عالية وكان رقيقا ولونه ابيض. ثم تأتي بعد ذلك الأنواع الرديئة والتي كانت خشنة أو سميكة أو شفافة. وبظهور الورق الذي أخذ يحل محل البرشمان وبظهور الطباعة تم القضاء على عملية الخطاطة البطيئة. وبحلول القرن الخامس عشر كانت هناك مواد مطبوعة على البرشمان منها الهبات والتقاويم ومزامير فوست وشوفر  Fust and Schoffer Psalterium عام  1457. وكانت الأسفار تجمع في ملازم مكونة من أربع ورقات  quateriones كانت تضم إلى بعضها في مجموعات كبيرة أو صغيرة لتكون الكتاب. أما التكوين فكان يختلف كثيرا، فقد كانت اللفة  volumen لا تزال تستخدم ولكن عند عمل الصكوك كانت الأفرخ تخيط من نهاياتها الواحد مع الأخر وكانت أطوالها تصل إلى أبعاد كبيرة. وفي السنين الأخيرة قل استعمال البرشمان واقتصر على الوصايا والعقود كما استخدم كذلك في تجليد الكتب وصناعة الطبول وأقنعة الوقاية التي تستخدم في عمليات الطباعة. وقد يستعمل هذا المصطلح بالتبادل مع المصطلح   vellum الذي يعني الرق، إلا أن هناك فرقا بين الاثنين. فالرق أنقى جلدا من البرشمان ويصنع من جلد العجول الصغيرة، في حين أن البرشمان يصنع من جلد الغنم وهو أثخن واخشن وغير مصقول بدرجة الرق.

See also paper; papyrus